قد يظن بعضنا أن الجراثيم لا تشكل ذلك الخطر الواجب مواجهته والحذر منه.
وقد لا يدرك أحدنا مدى الخطر الذي تشكله هذه الجراثيم إلا بعد التعرض
للإصابة. وللأسف الشديد فإن أكثر المعنيين بالتحذير من أخطار الجراثيم
والمحذرين من التعرض لها هم المروجون لإعلانات المنظفات وأدوات تنظيف
الحمامات!
الجراثيم كائنات دقيقة تسبب الأمراض وتنقل العدوى وهي صغيرة للغاية بحيث
من الممكن أن تنتقل إلى جسمك دون أن تلاحظها، فملاحظتها تحتاج
ميكروسكوباً!
وإذا أردت أن تحافظ على سلامتك وتقي نفسك خطر التعرض للجراثيم، فابدأ
بالتعرف على نوعياتها المختلفة وما تسببه من ضرر، فربما يمنحك ذلك قدراً
وافراً من الوقاية ويساعدك في الحفاظ على سلامتك.
أنواع الجراثيم
عادة ما يُطلق اسم "جرثومة" كمصطلح علمي على أربعة أنواع محددة من
الكائنات الدقيقة، هي البكتيريا والفيروسات والفطريات والأوليات (الحيوانات
الأولية).
البكتيريا
البكتيريا هي كائنات دقيقة مكونة من خلية واحدة ومتواجدة في الطبيعة،
لاسيما في أجسام الكائنات الحية. ورغم ما تشكله بعض نوعياتها من خطر على
جسم الإنسان، إلا أن هناك نوعيات مفيدة للجسم البشري، فمنها ما يساعد في
عملية الهضم ومنها ما يتصدى للنوعيات الخطرة من الجراثيم ويوقف نشاطها.
وامتداداً لنفعها من الممكن استغلال بعض نوعياتها في تصنيع الأدوية
والطعوم.
أخطارها
تشكل البكتيريا أخطاراً عدة، ومن أبرز أخطارها على أجسام المراهقين
الإصابة بعدوى المسالك البولية، وهو مرض يصيب المراهق بألم أثناء التبول
وبرغبة مستمرة في التبول قد تتطور إلى الإصابة بحمى. ومن الأمراض التي
تتسبب فيها أيضاً التهاب الحنجرة، وهو مرض يصيب المراهق بصعوبة أثناء بلع
الأطعمة وبارتفاع في درجة حرارته.
الفيروسات
الفيروسات كائنات أدق وأصغر حجماً من البكتيريا ولا يمكنها العيش
بمفردها، فهي كائنات طفيلية تعتمد على الحياة داخل جسم بشري للنمو والتكاثر
والتناسل. وهي لا تعيش طويلاً خارج جسم الإنسان وتنتظر بشغف أي جسم حي
تصيبه كي تواصل حياتها، وعادة ما تتواجد في الأماكن غير المنظفة بعناية.
أخطارها
تتفاوت الأخطار التي تشكلها الفيروسات على حسب نوعياتها، فمنها ما يصيب
بأمراض عابرة كالبرد، ومنها ما يصيب بأمراض مزمنة، كالتهاب الكبد الوبائي
والجدري، والمشترك بين جميع تلك الأمراض هو قابليتها للعدوى.
الفطريات
الفطريات هي كائنات نباتية متعددة الخلايا لا تشكل خطراً بالغاً على صحة
الإنسان. ولا تستطيع الفطريات إنتاج غذائها بنفسها من التربة أو النباتات
أو الحيوانات؛ لذا تعتمد على الكائنات الحية المتواجدة في مناخ رطب كمصدر
للغذاء.
أخطارها
عادة ما تصيب الفطريات المراهق بعدوى في قدميه خاصة مع التعرق الناتج عن
ممارسة الرياضة. أما إذا كان المراهق ضعيف المناعة نتيجة إصابته بمرض خطير
فقد يتطور مع شكل الإصابة.
الأوليات
الأوليات هي كائنات دقيقة وأحادية الخلية تشبه البكتيريا في تكوينها.
وهي تفضل المناخ الرطب، ولا توجد بيئة مثالية لنموها أكثر من الأمعاء
البشرية، وعادة ما تنتشر نتيجة تناول أطعمة ملوثة.
عندما يُصاب الجسم بأي من الجراثيم السابق ذكرها فهي تستمر في داخله
لفترة طويلة تستهلك خلالها طاقة الجسم وقد تدمر بعض خلاياه الحيوية، وبما
أنها تتعرض للخلايا الحية بالأذى فمن الطبيعي أن تنتج مخلفات، من بينها
مواد سامة. بعض هذه المواد السامة قد تصيب المراهق بأمراض عادية، كالسعال
والكحة والتنشق المتكرر والإسهال، والأخطر منها يصيبه بأمراض مزمنة.
كيف أقي نفسي خطرها؟
أفضل وسيلة لوقاية النفس من أخطار الجراثيم هي تجنب عدواها، فمعظمها
يتواجد في الجو وينتقل إلى الجسم عبر السعال أو الكحة. فلا تقترب من
الأدوات الخاصة بأي من المصابين وتجنب الجلوس بالقرب منه، وتحدث معه عن
بعد.
لا تهمل غسل اليدين بانتظام، خاصة بعد استخدام الحمام أو بعد الكحة أو
العطس أو لمس الحيوانات. استخدم الصابون والماء الدافئ في الغسل واغمر يديك
في الماء لفترة واستخدم فوطة نظيفة للتنشيف.