إذا حدث أن اشترى والدك سيارة للأسرة وعهد لشقيقك الأكبر بمهمة قيادتها
وتوصيل أفراد الأسرة كل إلى وجهته، لكنك لاحظت أثناء ركوب السيارة مع شقيقك
أنه لا يركز على الطريق في الغالب، لانشغاله المتواصل بالحديث في هاتفه
المحمول، أو الأخطر من ذلك استخدام تقنيات الهاتف الذكي في كتابة الرسائل
النصية لأصدقائه أو حتى الدردشة معهم بالكتابة أثناء القيادة... هل تشعرين
بالرعب والخوف من تعرض السيارة وأنتم داخلها لحادث خطير بسبب قيادة أخوكِ
غير الحكيمة؟
وما الذي عليك فعله في هذه الحالة؟
الحق أنه من الطبيعي الإحساس بالخوف والفزع والتوتر الشديد عند ركوب
السيارة في مثل هذا الوضع نظرا لخطورة الأمر، فالإسراف في استخدام الهاتف
المحمول أو كتابة الرسائل النصية والرد عليها أثناء القيادة أمر مرفوض
تماما لأنه قد يؤدي إلى كارثة تودي بحياة السائق ومرافقيه في السيارة أو
آخرين على الطريق.
إذا قمت بتنبيه شقيقك أكثر من مرة، وطلبت منه التوقف عن فعل ذلك من أجل
سلامة جميع من في السيارة، لكنه تجاهل حديثك واستمر في استهتاره، فعليك
اللجوء لوالدك ووالدتك ومصارحتهما بالأمر، دون أن يكون في ذلك أي وشاية أو
غدر من جانبك تجاه شقيقك لأن الأمر فعلا خطير ويرتبط بسلامتك وسلامة
الآخرين، وعليك أيضا أن توضحي لأسرتك الحقائق التالية:
- استخدام الهاتف المحمول وإرسال واستقبال الرسائل النصية أثناء القيادة لا يقل خطورة عن القيادة بعد تناول الخمور.
- تشير الإحصائيات والدراسات إلى أن 330 ألف طفل ومراهق يصابون سنويا في
حوادث سيارات، نتج عدد كبير منها عن تشتت انتباه قائد السيارة، وعدم
تركيزه على الطريق لانشغاله بأنشطة أخرى أثناء القيادة، وعلى رأسها استخدام
الهاتف المحمول وإرسال واستقبال الرسائل النصية.
- الكثير من بلدان العالم يحظر قانون المرور فيها استخدام الهاتف
المحمول أو إرسال واستقبال الرسائل النصية أثناء القيادة نظرا للمخاطر التي
قد تترتب على ذلك.
- الأمر لا علاقة له بالمهارات الشخصية، فبعض الناس يعتقدون أنهم
يتمتعون بذكاء خارق وسرعة بديهة، وقدرة على ممارسة أكثر من عمل في نفس
الوقت بنفس التركيز، لذا فهم لا يهتمون بكل المخاطر والتحذيرات التي يتحدث
عنها الخبراء بالنسبة لاستخدام الهاتف المحمول وإرسال واستقبال الرسائل
النصية أثناء القيادة، ويواصلون ممارسة تلك العادة السيئة والخطرة، دون أن
يدركوا أن الحقائق العلمية تؤكد أن التركيز في أكثر من عمل مع إتقان أدائهم
جميعا دون أخطاء أمر شبه مستحيل، وبالذات في حالة كتابة الرسائل النصية
وليس مجرد التحدث في الهاتف إلى جانب قيادة السيارة، لأن كلا العملين يحتاج
إلى نسبة عالية من التركيز الذهني، ولا يمكن الجمع بينهما دون أن ترتفع
نسبة وقوع كارثة إلى درجة كبيرة جدا.
- في حالة الاضطرار لكتابة أو قراءة رسالة نصية على الهاتف المحمول
أثناء القيادة لظروف طارئة أثناء القيادة، على قائد السيارة في هذه الحالة
التوقف على جانب الطريق في أقرب مكان آمن، والانتهاء من الرسالة النصية
أولا، قبل أن يعود لتشغيل السيارة من جديد والعودة إلى الطريق.
واجهي والديك بكل مخاوفك، واطلبي منهما التصرف بصرامة مع الابن الذي لم
يستمع لنصائح شقيقته، وتهديده بحرمانه تماما من قيادة السيارة إذا لم يتعهد
بالتوقف عن عادته السيئة أثناء القيادة.
لكن إذا لم يفلح كل ذلك في إيقاظ حاسة الخطر لدى والديك، ولاحظت
استخفافهما بالأمر كما فعل شقيقك، فعليك في هذه الحالة الاحتجاج عمليا،
ورفض ركوب السيارة أثناء قيادة شقيقك لها، واستخدام أي وسيلة مواصلات أخرى،
لتحمي نفسك وتبرئي ذمتك من أي كارثة قد تقع نتيجة استمرار هذا الوضع
الخاطيء.